في هذا الكتاب سنتعرف على لويس باستور صاحب سهام الكبير في تغيير أسلوب فهمنا للأمراض، وكيفية الوقاية منها والتصدي لها. وقد تركزت أعمال باستور حول دور الجراثيم، إذ تمكن بوساطة تجارب بالغة الدقة من اكتشاف مسؤولية تلك الكائنات الدقيقة عن تحول كثير من الأطعمة والعصائر إلى أشكال أخرى مغايرة لأصلها، فضلاً عن حدوث تحويلات عضوية أخرى. كما ابتكر عملية لمنع فساد الأطعمة، باتت تعرف بـ (البسترة) نسبة إليه. وبالرغم من التشكيك في أفكاره، والمعارضة الشديدة التي كانت تواجهه من قبل كثير من معاصريه من العلماء، إلا أنه ثابر على جهوده الرامية إلى إثبات دور الجراثيم (الميكروبات) في التسبب بالأمراض، وهو ما دفع به إلى الإقدام على خطوات جريئة ومحفوفة بالمخاطر في معظم الأحيان لتطوير لقاحات ضد بعض الأمراض الفتاكة وخصوصًا مرض الجمرة الذي يفتك بالماشية.وخلال هذه السيرة، سوف نطلع على الجدل الذي أحاط (بالنظرية الجرثومية في الأمراض)، ونتعرف مدى افتتان باستور بالعالم المتناهي في الصغر الذي اكتشفه بوساطة المجهر.