يصاحب التقدم العلمي والتطور التقني ، في مجالات التشخيص المخبري والتدخل الطبي ، منجزات علمية ذات تطبيقات عملية تتعلق بالجوانب الأخلاقية وتتصل بالمعتقدات الدينية وأنماط المعيشة والتقاليد السائدة في المجتمعات المختلفة . وضمن إطار التفاعل الفردي والمجتمعي مع مخرجات التقدم العلمي وجوانب التطبيقات في مجال الحياة البشرية ، تبرز الحاجة إلى تدارس تأثير التقدم العلمي وتأثر الحياة بمختلف جوانبها به وإرساء قواعد التعامل مع المعطيات العلمية والتقنية وكيفية الإفادة منها لخير البشرية . وضمن المجتمعات البشرية ، تأتي المجتمعات الإسلامية ، والتي تتمتع بخصائص عقائدية ومميزات دنيوية وأخروية وعادات وتقاليد سائدة ، ضمن إطار العقيدة في المجتمعات الإسلامية ، ومنها حقوق الجنين والطفل في الحياة ووسائل العيش المختلفة وزواج الأقارب ، والكبر النسبي لحجم العائلة ، ونمط التعايش بين أفراد الأسرة . وتواجه هذه الجوانب العقائدية والاجتماعية تحديات من معطيات العلم وتطبيقاته في المجال الصحي وتتعلق على وجه الخصوص ، بصور مباشرة أو غير مباشرة ، بالمنجزات العلمية وتطبيقاتها المتعلقة بالوراثة البشرية . وقد أدى تحليل تركيب المجين البشري والتعرف على ترتيب وتتابع مكوناته الكيميائية والنظريات الناشئة عن علاقة مكونات المجين البشري في حالات الصحة والمرض بأنماط الوراثة وأنماط المعيشة الاجتماعية إلى ظهور حاجة ماسة إلى تدارس الجوانب الشرعية والأسس الأخلاقية لتطبيقات تقانة الحمض النووي الوراثي في حالات التشخيص والوقاية والرعاية الصحيةالعبيكان 2004