وفرت الثورة الصناعية الأولى، منذ قرنين من الزمان، كثيرًا من السلع والخدمات، جعلتها متاحة للمواطن العادي، وساهمت في تحقيق زيادة مستقرة للدخل الحقيقي للفرد ما تزال مستمرة حتى أيامنا هذه. ومنذ ذلك الوقت، جاهد الاقتصاديون ليتوصلوا إلى شرح منهجي لأسباب هذا التزايد السريع والمفاجئ، ولأسباب استمرار نمو الاقتصاد وتغير معدل النمو باختلاف الحقب والدول.في هذا الكتاب، يحاول (ف.م.شِرر) الاقتصادي المرموق والأستاذ بمعهد كنيدي للإدارة بجامعة هارفارد، أن يرسم تطور النمو الاقتصادي منذ الثورة الصناعية حتى اليوم. مركزًا على أن التطورات التكنولوجية هي المحرك الأساسي لهذا النمو، إذ يحلل في البداية الفرضيات الأولى التي لم تعر اهتمامًا كافيًا للتكنولوجيا الجديدة، ثم يستعرض النظريات التي أخذت تركز شيئًا فشيئًا على أهمية التطوير التكنولوجي، ويعرض أخيرًا، نظرية النمو الاقتصادي في المرحلة الحالية.ويشير شرر إلى غياب أسس سلوكية صلبة تدعم أفكار "النمو الجديد" المعاصر، ويقدم بعض اللبنات الأساسية للاستثمار المالي البشري، ويختتم باستكشاف إمكانات المحافظة على نمو سريع خلال القرن الجديد.