كانت عالمة الإنسان الأميركية مارغريت ميد (١٩٠١ - ١٩٧٨) بالكاد تبلغ الرابعة والعشرين من عمرها عندما غادرت نيويورك لتدرس القوميات في ساموا، نيو غينيا وجزر الهادئ البعيدة الأخرى. لم يكن بحثها في علم الإنسان أكاديميا تماما، بل كان مفامرة في أدق التفاصيل، من حفلات الرقص البالينية الشعائرية إلى الوشم البولينيسي، حيث منحها كل ذلك سحرا عظيما. لقد جعلها كتابها عام ١٩٢٨ (سن الرشد في ساموا) مشهورة ومثيرة للجدل، حيث تحدت مبادئ الحياة الغربية المتأصلة العميقة بشجاعة: بنية العائلة، التعليم ونمو الأطفال. عندما توفيت عام ١٩٧٨، أدى أفراد قبيلة الهادئ الذين صادقتهم الطقوس الخاصة برحيل زعيم عظيم لمدة خمسة أيام. أرشدتنا جوان مارك إلى اكتشافات علم الإنسان الأكثر إثارة في القرن العشرين في متابعتها انتصارات مارغريت الكثيرة حول الكرة الأرضية في خطوات سريعة، في النثر الشيق الذي يقرأ كقصة مغامرة.