صدرت عن مؤسسة العبيكان للطباعة والنشر المجموعة القصصية الأولى للكاتب السعودي معيض العسيري (أكرم شاه ) في 122 صفحة من الحجم المتوسط احتوت سبع قصص قصيرة يقترب بعضها من السرد الروائي المطول، وقد نجح الكاتب في رصد عدد من التجارب الإنسانية التي يهدف إلى تسليط الضوء عليها بحب ما جاء في كلمة الناشر في تعليقه على المجموعة :" تشكل قضية الهم الإنساني محور الكتاب الذي بين أيدينا إذ يحاول الكاتب أن يرسم صورا يتنوع فيها الزمان والمكان، وتتفاعل فيها الألوان والأجناس التصويرية المختلفة.. بغية إيصال صوت "الإنسان" الذي ما انفك في مسيرة حياته يعاني من ضغوط الاستبداد وأغلال التسلط .."وحاول الكاتب أيضا أن يلفت النظر إلى حالات من الصدام العاطفي الداخلي التي نعيشها ونتعاطى معها في ذواتنا ضمن شتى المواقف كما في النص التالي من قصة "الخروج من دائرة الموت " : (...على اليسار أيضاً أستطيع تمييز مصباح الإضاءة ؛ لكنه كان مطفأً .. واستيقظ في داخلي شعور متذبذب بالمسرة لم يلبث أن زال ؛ وحل محله قلق متوجس من الحيـاة الجديدة..!.)ويرسم في نص آخر صورا خفية لا يمكن مشاهدتها من بعيد لأشخاص يعيشون بيننا : (لطالما عشق الأصوات .. أصوات الآهات، وصيحات الفرح، وأغاني الرعاة، وبكاء الأطفال، وهمسات الليل، والهواء والماء، وغناء الأشجار ؛ وعويل الأغصان .. وفي أجوائه الرطبة ثارت من ربيع العمر ذكريات معشبة، وعبق الأفق بريح الكادي والبخور، وسمع من بعيد نباح كلاب تحرس البيوت، وعوت ذئاب في غابات بعيدة ؛ لا يمكن سماعها إلا فوق مستوى الإدراك ..) .لكن كاتب المجموعة – كما يشير الناشر – يعود ليؤكد على قدرة الانسان على التأقلم مع واقعه والتناغم مع أحداثه : ( ومن الصعب الجزم بأن كل ما يحيط بالبشر في عالمنا المضطرب هو بالضرورة باعث على الأسى .. فثمة مناح كثيرة يمكن تلمسها في هذه المجموعة تشير إلى أجواء باسمة تبعث الدفئ في نفس القارئ وترنو إلى إلقاء الهموم جانبا والتعايش مع الواقع بسلام ..)والمجموعة تبشر بنجاحات ملفتة حيث يشير المشرف على القسم العربي في معرض أبها للكتاب إلى أن مجموعة (أكرم شاه ) لمعيض العسيري تقف إلى جانب رواية (أبو شلاخ البرمائي ) لغازي القصيبي و (انتحار حمار) لحسن مفتي في طليعة الكتب التي يحرص الزوار على شرائها .وللكاتب عدة مشاركات أدبية داخلية وخارجية حيث حصل على عدد من الجوائز في مجال القصة القصيرة والشعر .