الشاعرة والديوانيملك الشاعر من الأدوات ما يجعله يدرك الأشياء كما لا يدركها غيره، فهو متفتح الحواس على الأشياء، يلملم جزئياتها، ويغوص وراء قشرتها، وينسرب تحت الأرض مع الجذور، يغوص في أعماق النفس ليرى الوجه الآخر للحياة، ويحلق في الآفاق ليرى الأشياء من علٍ رؤية شمولية، ويمضي مع النجوم يستكشف آفاق الكون، يستجلي تجليات الأسماء الحسنى في هيبة جلالها وروعة جمالها، ذلك ما تحسه وأنت تقرأ شعر الأخت نبيلة الخطيب، الشاعرة المؤمنة. إنها تحمل ريشة الفنان.الكلمات لديها ليست أصواتاً صادرة من الحنجرة، بل هي كائنات فيها دفء العاطفة ونبض الحياة، فليبارك الله هذه الموهبة التي تحسن التعبير عن همِّ الذات وهمِّ الأمة، وتبدع في الشعر العربي الأصيل وفي شعر التفعيلة، في القصيدة الطويلة وفي التوقيع الشعري، في الحديث عن المرأة الحرة المؤمنة في أحوالها: مع الذات، ومع الآخر، في التعلق بالنبي الحبيب عليه وآله الصلاة والسلام وبالأب الحنون. إن هذا الديوان بحق: عقد الروح.مأمون فريز جرار