كانت مأساة فلسطين معينا لا ينضب وينبوعا لا ينفذ ، يمد الأدباء والشعراء - ليس في فلسطين فقط بل في جميع الأقطار العربية - بأروع ما أبدعوا وأعذب ما غنوا .فمأساة فلسطين جرح متجدد الألم في كيان الأمة الإسلامية ، لكونها جزءا من ديار الإسلام ، ولأنها الأرض المقدسة المباركة ، مهبط الرسالات ، وملتقى النبوات على امتداد التاريخ .وقد شغلت القضية الفلسطينية الشعراء واستقطبت اهتمامهم وبخاصة بعد نكبة 1948 م وما نجم عنها من تشريد وهجرة ومذابح دامية للشعب الفلسطيني المسلم ، فانبرى الشعراء يصورون تلك الفاجعة وإحساسهم إزاءها .وفي عام 1967 م جاءت النكبة الثانية فاستولى العدو الصهيوني على جملة أراضي فلسطين وعلى أجزاء أخرى من الأراضي العربية فهزت هذه الكارثة مشاعر المسلمين هزة عنيفة أيقظتهم من غفلتهم وعمقت في نفوسهم الإحساس بخطورة المؤامرة التي تستهدف القضاء على الإسلام والمسلمين .وقد أدى الشعر الإسلامي في هذه الفترة التي أعقبت نكبة 1967 م دوره الفعال في إذكاء الهمم وإلهاب المشاعر ، فالدواوين الشعرية التي بين أيدينا تتضمن قصائد كثيرة تصور عمق المأساة وأدوارها المتكاملة .العبيكان - اليوم العالمي لللغة العربية