هذه الحكايات مزيج من الواقع وشبه الواقع، مزيج من القص، والتقاط الصور.. تلك الصور الإنسانية التي ترسمها ريشة الزمن في وقت من الأوقات، فلا تعود لرسمها مرة أخرى.كانت القرية عالماً له استقلاليته، وله شخصيته، وله فرادته.. فرادته الجغرافية ذات الحدود المتعارف عليها..!! وفرادته الاجتماعية من عادات، وأساليب سلوك، وطريقة عيش... وفرادته الثقافية بل واللغوية،اليوم لم يعد هذا الاختلاف موجوداً.. بل لم تعد القرية موجودة برائحتها وفرادتها، وسحنات أهلها، وعاداتهم، وطبائعهم.وهذا ما جعلني أحاول أن أسجل، وأعيد صياغة بعض تلك الأحداث من خلال ذاكرة الطفولة، وأن أكون أميناً في رسم الحالة النفسية، والثقافية، ليس من خلال الحكاية.. فالحكاية أو الحادثة أو الأحاديث قد يدخل فيها الخيال، والزيادة والنقص، ولكنني حاولت أن أكون أميناً في أن أكتب باللون نفسه، وبالرائحة نفسها.العبيكان للنشر