إن التفكير العلمي السليم هو الطريق إلى الإبداع النظري والتأصيل التطبيقي في شتى مجالات العلم والمعرفة والفن لذا لابد أن تركز الحصائل المعرفية في مراحل التعليم بعامة وفي المرحلة الثانوية بخاصة على تنمية قدرات الطالب على هذا التفكير وتأطيره وفقا للمسارات المنهجية العلمية المختلفة. ولكي يتحقق هذا التأطير لابد أن تغير جهات الاختصاص من المنظور الحالي لتصميم البرامج والمقررات المعتمد على عرض المفاهيم واستخدام أساليب التلقين التقليدية إلى المنظور الديناميكي الجديد الذي يكفل للطلاب كيف يفكرون، وكيف يتعاملون مع آليات التفكير العلمي أى مع منهجيته وخطواته ومقتضيات تنفيذ هذه الخطوات.فالبرامج والمقررات التى تشحذ أذهان الطلاب بالمفاهيم المجردة من الوقائع التطبيقية هي برامج عقيمة تئد الإبداع ، ولا تمكن الطلاب من تفعيل معرفتهم التفعيل الذي يسمو بها إلى مصاف الفكر العلمى المطلوب اليوم في عالم العلوم والتقنية ، بل وتعيق المزاوجة بين النظرية والتطبيق أو بين الشمول والتخصص المعرفي الدقيق . العبيكان للنشر1999