المسلم الحقيقي يهتم بشؤون أمته، ويحمل همومها على عاتقه، إضافة إلى همومه الذاتية، ولكنه يجعل من هموم أمته شغله الشاغل وهمه الأساسي الذي يسعى إلى إزالته، وكل واحد يبذل في سبيل ذلك ما منحه الله من قدرة في جانب من جوانب الحياة، فالكُتَّابُ بأقلامهم، والوعاظ بخطبهم والاقتصاديون في مجالهم، إلى غير ذلك من المتميزين في جوانب الحياة المختلفة.وهذا الكتاب يحمل خواطر إنسان مسلم يعيش عصر الذرة والفضاء، عصر وسائل الاتصال الحديثة التي تجعل من الكرة الأرضية قرية صغيرة يُعلم كل ما فيها بسرعة فائقة، عصر السياسة المتناقضة والقوة الغاشمة.وقد جاءت هذه الخواطر متناثرة متنوعة، لكن ما يوحدها ويجمع بينها هي أنها خرجت من قلب واحد تحمل مشاعره وأشواقه، وتهدف إلى غاية واحدة هي أن يبقى للأمة الإسلامية تميزها الذي يجعل الرؤية الإسلامية أساسًا لكل ما يجري في الحياة.ويسر مكتبة العبيكان أن تقدم هذه الخواطر في كتاب يُنْشر بين الناس آملة أن يجد فيه القارئ ما يروي ظمأه، ويشفي غليله؛ ليكون عضوًا فاعلاً في بناء الأمة، وتتمنى التوفيق للجميع.العبيكان 2003