يطرح دي فينك سؤالاً أساسياً ينبغي على كل معلم أن يجد جواباً له، ألا وهو «كيف أستطيع وضع مقررات تزود طلابي بخبرات في التعلم المفيد؟» لكنه من خلال معالجته لهذه المسألة يحث المعلمين على التحول من مقاربة تركز على المحتوى إلى مقاربة تركز على التعلم، حيث يكون السؤال: «ما أنواع التعلم التي تفيد الطلبة، وكيف أستطيع وضع مقرر ينتج ذاك النوع للتعلم؟» في هذا السبيل يقدم فينك عدداً من الأدوات المفاهيمية والإجرائية التي لا تقدر بثمن، يمكن للمعلمين جميعاً الاستعانة بها حين يضعون خطتهم للتعليم. يأخذ بالآراء والأفكار المهمة التي تتضمنها المؤلفات الحالية حول التعليم الجامعي (مثل التعلم النشط والتقويم التعليمي)، ويضيف بعض الأفكار الجديدة (مثل تصنيف التعلم المفيد ومفهوم إستراتيجية التعليم)، ويبين كيف يمكن الجمع بينها بطريقة منظمة وممنهجة لتنتج خبرات بالغة القوة والأثر في تعلم الطلبة. كما أن اكتساب الفهم الأعمق لعملية تصميم المقررات يزود المعلمين بالقدرات اللازمة لتصميم وابتكار مقررات للتعلم المفيد في تنوع واسع من المواقف. إن كتاب «نحو تكوين خبرات في التعلم المفيد» يقدم علاوة على ذلك توصيات على جانب كبير من الأهمية بخصوص ما تستطيع مختلف دراسات التعليم العالي فعله لدعم التعليم الأفضل. واستناداً إلى ست حاجات أساسية لدى الأساتذة المهتمين بتغيير طريقتهم في التدريس، يحدد فينك عدداً من الأفعال التي يمكن أن يقوم بها صناع القرار في الكليات والجامعات وفي هيئات الاعتماد والتمويل وفي المجلات؟ المتخصصة بالتعليم وكذلك روابط وجمعيات الاختصاصات العلمية. إنه كتاب يحمل رؤية تثير الاهتمام لما يمكن أن يكون عليه التعليم العالي ويقدم النصائح العلمية حول الطريقة التي نستطيع من خلال جعل هذه الرؤية واقعاً ملموساً. عمل ل. دي فينك استشارياً في التعليم، يقدم الرأي والمشورة لأساتذة الجامعات ما يزيد على خمسة وعشرين عاماً، وهو الذي وضع أسس برنامج تطوير التدريس في جامعة أوكلاهوما عام 1979. وفي عام 2002 انتخب رئيساً لأكبر مؤسسة متخصصة في تطوير الأساتذة في أمريكا الشمالية وهي مؤسسة «شبكة التطوير المهني والمؤسسي في التعليم العالي Professional and Organizational Development (POD) Network in Higher Education.