هناك ثورة آخذة بالتحرك في أميركا؛ فالناس غاضبون من الحكومة التي تنفق أكثر، وتعطي أقل، ومحبطون من موظفي الدواوين الذين لا يعطونهم أي سيطرة، ومتعبون من الساسة الذين يرفعون الضرائب، ويخفضون الخدمات، ولكنهم يفشلون في حل المشكلات التي نواجهها. إن كتاب إعادة اختراع الحكومة هو في الوقت نفسه دعوة للتعبئة في الثورة على مرض الدواوين المكتبية البيروقراطية، ودليل للذين يريدون بناء شيء أفضل؛ فهو يبين أن هناك طريقاً ثالثاً، وأن الخيارات ليست كبداية أو محافظة فقط؛ بل إن أنظمة الحكم الإدارية عندنا يمكن إعادة تأطيرها بصورة جذرية؛ والحكومة الحريصة لا تزال قادرة على تأدية مهامّها بكفاءة وقدرة إنتاجية تعادلان أفضل الأعمال التجارية تشغيلاً.ويصف المؤلفان أوزبورن وغايبلر مقاطعات مدرسة استخدمت الاختيار، والتمكين، والمنافسة لمضاعفة أداء طلبتها أربع مرات، وإدارات صحية قلصت نفقاتها إلى النصف مع تغلبها على القطاع الخاص في منافسة مباشرة وجهاً لوجه؛ وقيادات عسكرية مزقت الروتين الحكومي، وجعلت السلطة لا مركزية، وضاعفت فاعلية قواتها؛ كما يصفان عملية إعادة اختراع الحكومة الجارية فعلاً - بصورة جزئية تحت أضواء كابيتول هيل، ولكن بصورة أكثر تواتراً في ولايات أمريكا ومدنها ومناطقها المدرسية، حيث يجري عمل الحكومة الحقيقي. فمن مدينة فينيكس إلى سانت بول بمدينة واشنطن في مقاطعة كولومبيا إلى ولاية واشنطن، قام مدراء عامون رياديون مغامرون بإلغاء أنظمة الميزانيات التي تشجع المدراء على تبذير الأموال، وشطبوا أنظمة الخدمة المدنية التي تطورت في القرن التاسع عشر، وقطعوا دابر الأجهزة البيروقراطية التي أقيمت من اجل ثلاثينيات القرن العشرين، وأقاموا في مكان أنظمة العصر الصناعي العتيقة هذه منظمات لا مركزية أكثر ريادية وتحملاً للمخاطر، وأكثر استجابة، مصممة لعالم التسعينيات السريع التغير والغنّي بالمعلومات.العبيكان للنشر