الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبدالله خاتم النبيين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وبعد: فهذا الجزء الثانى من كتابنا «تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر». وبضم الأمصار الاسلامية في القارة الافريقية. كما يشمل الأقليات المسلمة في هذه القارة على أنها جزء من المسلمين. وإن كانوا خارج حدود أمصاره. وإفريقية قارة تصل نسبة المسلمين فيها إلى حوالي 60٪ فتعد بذلك قارة مع مطلع التاريخ الحديث للاستعار الأوربي حتى تشمل إسلامية، وقد خضعت أجزاءها كلها لا تستثنى سوى رقعتين صغيرتين ليستا من دار الاسلام. ومنها قلنا في هذ! الاستعمار. وحاولنا أن نزيد دوافعه الاقتصادية فإن الدوافع الصليبية تبقى هى الغالبة، إذ كانت هجمته العنيفة بعد إخراج المسلمين من الاندلس. وقيام محاكم التفتيش فيها. وقد رافق الدافع الصليبي كل مراحل الاستعمار. فنلاحظ الارساليات النصرانية تندفع مع جنوده. وتبقى مع حكوماته. وتستمر باستمرا نفوذه. ويحميها دائما. ويدافع عنها دفاعه عن كيانه. ويعد المتنصرين في كل مكان والنصارى من رعاياه. كما نلاحظ الظاهرة الصليبية في التمييز عند المستعمرين التمييز الصارخ بين المسلمين والنصارى في كل أرض وطأتها أقدام الاستعمار وإن كانت واضحة بشكل خاص في هذه القارة. فالمساعدات وإقطاعات الأرض كلها للنصارى.تؤخذ من المسلمين، ومن حساباتهم لتعطى لأولئك وذلك حتى رافق كلمة المسلمين الفقر. والجهل، وهي أضعفته واذلته، وهذا والمرض وما ظهرت هذه الجوانب الاجتماعية في شعب ما حاق بشعوب هذه القارة نتيجة الاستعمار الذي منيت به، وهذا مانلاحظه من خلال استعراضنا لتاريخ أمصار هذه القارة من الأرض، هذا إلى جانب الحرب الشديدة التى شنت على المسلمين ومؤسساتهم، والإبادة التى تعرض لها المسلمون.