يضع مونِش بابراي بين أيدينا صفحاتٍ مليئة بالتجارب القيِّمة، لعدد من المستثمرين ورواد الأعمال، أمثال وارن بافيت، تشارلي مانجر، ريتشارد برانسون، لاكشيمي ميتال، وبيل غيتس، حيث يبدأ في الفصول الأربعة الأولى بذكر بعض التجارب الاستثمارية، مستعرضًا فيها التجربة التي خاضتها عائلة الباتيل. وهي عائلة من أصول هندية، هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مطلع السبعينيات من القرن العشرين واشتهرت بمهارتها الاستثمارية، وفي الفصل الخامس، يلخص بابراي النموذج الاستثماري للباتيل في مفاهيم محددة تصاغ على شكل مبادئ لتُمثل الإطار الاستثماري العام المتبع، وهو ما أسماه بـ (إطار دهاندو)، والذي يستمد جذوره من المبادئ التي أسسها بينجامين غراهام، وسار على نهجها كلٌ من وارن بافيت وتشارلي مانجر. ويُخصِّص المؤلف بعد ذلك فصلاً مستقلاً لكلٍ من المبادئ الاستثمارية التسعة، يذكر في كل واحدٍ منها عددًا من الأمثلة الموضحة له وتجارب أخرى لمستثمرين آخرين، ثم يختتم بابراي الكتاب بثلاثة فصول، يتحدث فيها عن ملحمة مهابهارَت ويسلط الضوء على ما يمكن للمستثمر استلهامه من الدروس والعبر من تلك الملحمة.يتميز مونِش بابراي بأسلوبه في تحليل الاستثمار وقراءته لمستقبل الشركات بناءً على أوضاعها المالية وسياساتها الحالية، مع عدم الإغفال للوضع الاقتصادي العام المرتبط بشكل مباشر بنطاق عملها، ليقوم بعد ذلك بافتراض عدد من الاحتمالات الممكنة، لتساعده في اتخاذ القرار المناسب.ختامًا أود التأكيد على أني لست خبيرًا استثماريًّا أو رجل أعمالٍ متمرس، وقد قمت بترجمة كتاب The Dhandho Investor تقديرًا لأهميته ورغبة في مشاركة محتواه، فأرجو أن يحوي بين دفتيه مادة مفيدة وقراءة مسلية، وأرجو أن يكون المُحتوى بداية لتغير المنظور العام لأسواق الأسهم المحلية والطرق الدارجة المتبعة في التعامل معها، وأن يكون مصدراً محفزاً لاتخاذ أولى الخطوات في مساعينا المُحققة للربح والصانعة للثروات. أسامة شاكر الشهري