حياة الإنسان هي ذاته مترجمة إلى سلوك ومواقف وأعمال ، وسرد حياة أحدهم هو بمثابة المرأة التي تعكس تلك الذات، وفي هذا الكتاب يأخذنا الدكتور صالح بن حمد التويجري في رحلة ملؤها الحب والمودة عبر الزمن ، لنشاركه طفولته وشبابه في المجمعة ، فنشعر - الصدق حديثه - وكأننا في قلب ذلك الزمن الجميل بقيمه النبيلة ، الذي قدم للمملكة رجالا ذوي كفاءات وهمم عالية ، نهضوا بها مخلصين حول آل سعود ؛ بدءًا بالملك المؤسس ثم أبنائه الميامين . ثم نرافقه في رحلته لاستكمال تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية ، ثم نعود معه فنجاوره وهو يمارس عمله كأستاذ جامعي، وننتقل معه بين ثلاث هيئات كبرى في المجال الصحي يسرد لنا بصدق وموضوعية ومحبة خالصة، وتجرد تام، تجربة حياته العملية، وكأنه يهدي لنا عمرا مباركًا ملهما لسواه ، مختصرًا كثيرًا من تجارب الحياة، وشاهدًا أمينا على تحولات كبرى، حققتها المملكة في حوالي نصف قرن، رأى الكثيرون نتائجها ، وربما لا يعرف إلا القليلون متاعبها وتحدياتها. إن الأجهزة الحكومية في الدول الناجحة كأجهزة جسم الإنسان، يعرفها إجمالا ويعيش بفضلها ، ولكنه لا يعرف كيف تعمل ، وتأتي هذه المرأة الأمينة (مرأة ذاتي ) لتعكس جانبا من هذا العمل في قطاعات عدة. ونحن إذ نسعد بنشر هذا الكتاب نرجو أن ينتفع به القراء، وأن يجعله الله في موازين كاتبه ، ويجزيه خير الجزاء. الناشر