تنظم كليات المجتمع نفسها لتتجاوب مع حاجات أرباب العمل ومتطلباتهم، وترمي بثقلها للاستفادة من الإمكانيات المتوافرة كالاستفادة من التقنية والعمالة بدوام غير كامل، كذلك يمكن لهذه الكليات أن تتوجه نحو العمل التجاري والمؤسساتي وتهدد بذلك مهامها الاجتماعية والتعليمية. إن هوية كلية المجتمع ـــ سواءً بعامليها المحترفين أو قوة العمل المؤقتة لديها أو الموظفين الحكوميين ـــ محاطةٌ باقتصاد معولم وإيديولوجية ليبرالية حديثة، تتمحور مساعيهما حول المنافسة والأسواق العالمية والمتطلبات المتوقعة للإنتاجية والفعالية. ويشكل أعضاء إدارات كليات المجتمع قوة عمل كبرى في الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يشكل ثلث العاملين في التعليم من حملة الشهادات الجامعية. وتمثل هذه الشريحة، كقوة عمل، العمل الاحترافي في الاقتصاد الجديد وفي مؤسسات ما بعد البيروقراطية. ويصف هذا الكتاب ويشرح سلوكيات هيئة التدريس ضمن هذا السياق وتناول أعمالهم كذلك في كل من التدريس، والحوكمة، وكذلك المهمات الإدارية وغير التعليمية.