إذا التقطت جريدة ما أو أدرت جهاز التلفاز فانك ستسمع أسبوعياً عن ترويع جديد يتعلق بالصحة أو الطعام. وإما يكون هذا الفزع من لحم البقر البريطاني، أو من لِقاح الحَصْبَةِ و النُّكافِ و الحُمَيراء، أو أشعة الشمس بحد ذانها، هناك دائماً أحد ما يحذرك بأنك أنت وعائلتك مهددون بنشاط يومي كان بالأمس غير مؤذ. ويقال لنا إن الطعام الذي نأكله والهواء الذي نتنفسه والدواء الذي نتناوله يسمم أجسامنا. وبالرغم من ذلك، وبينما تزداد الشكوك من حولنا بما يتعلق بالإرشادات الصحية ونمط العيش والطعام، ففي الحقيقة إننا بتنا نعمِّر حياة أطول، وأصبحنا نتمتع بصحة أفضل، وإن العلم قد تقدم إلى مرحلة يعد فيها الدواء والعمليات أكثر سلامة وفاعلية من ذي قبل. إذاً أين تكمن الحقيقة؟ من نصدق؟ كيف نعرف أن نصيحة أحدهم تستحق الاستماع إليها؟ وكمواطنين مسؤولين لا نستطيع القيام بتجاهل كل تقرير ينشر ... ولكن الكثير من (المسلمات العلمية) التي تكررت بغير انقطاع كحقائق غير قابلة للجدل، هي أفضل بالمقارنة مع الأساطير الحضرية التي لا تمتلك دعماً من قبل المجتمع العلمي الذي يرجعونها إليه عادة...ومن الجمرة الخبيثة إلى الملح إلى الاعتلال الدماغي الساري إلى شرب الكحول المتهور، ومن المحاصيل المعدلة وراثياً إلى تعجيل وضع الملصقات والتنظيمات، ومن تقليعات الحميَّات التافة إلى الوجبات المدرسية، فإن كتاب هلع أمة يذهب إلى ما وراء العناوين المروعة ليكشف لنا عن الحقيقة المتعلقة بالصحة الجيدة والعلم السيئ، ويشق طريقه بين الأساطير ليقول لك ما تحتاج معرفته ويترك لك حرية الاختيار.