لا توجد ثوابت لطلاب العمارة سوى القليل. يعد منهج العمارة منهجا صعبا ومعقدًا، حيث يتضمن ساعات طويلة ونصوصا كثيرة وتعليمات غامضة في كثير من الأحيان. إذا كانت دروس العمارة رائعة وهي كذلك - فهي أيضا مليئة بالكثير والكثير من الاستثناءات والمحاذير، وهو ما يجعل الطلاب يتساءلون بسهولة عما إذا كان هناك أي شيء ملموس يمكن تعلمه عن العمارة على الإطلاق. إن غموض التعليمات المعمارية ضروري إلى حد بعيد ؛ ففي نهاية المطاف، تعد العمارة مجالا إبداعيا: لذا يصعب على معلمي مجالات التصميم وضع خطط الدروس على نحو ثابت خوفا من فرض قيود أو حدود لا ضرورة لها على العملية الإبداعية. إن الانفتاح الناتج عن هذا يمنح الطلاب فرصة تعرُف الكثير من الطرق الجديدة الرائعة، ولكنهم يشعرون في كثير من الأحيان بأن العمارة تقف على رمال متحركة ، وليس على أرض صلبة. يهدف هذا الكتاب إلى ترسيخ أسس أستوديو العمارة من خلال توفير النقاط التي اتفقت عليها الآراء. والتي قد تنجح عملية التصميم على أساسها. فالدروس التالية في التصميم والرسم والعملية الإبداعية والعرض خطرت في ذهني في البداية على أنها وميض طفيف يمكن تمييزه بصعوبة في الضباب التعليمي. غير أنه بعد السنوات التي أمضيتها منذ ذلك الحين بصفتي ممارسا ومعلما، أصبحت بالتأكيد أكثر إشراقا ووضوحا. وظلت الأسئلة التي تناولتها تلك الدروس هي الأسئلة المركزية للتعليم المعماري : لقد تأكدت - من طلابي مرارا وتكرارا - من أن الأسئلة والارتباكات المتعلقة بالدراسة في مدرسة العمارة تكاد تكون عالمية. أدعوك إلى الإبقاء على هذا الكتاب مفتوحا على سطح المكتب في أثناء عملك في الأستوديو، وأن تضعه في جيب سترتك لتقرأه وأنت تتنقل في المواصلات، وأن تطلع عليه كل حين وآخر، عندما تحتاج إلى انطلاقة سريعة في حل مشكلة تخص التصميم المعماري مهما كانت استفادتك من الدروس التالية، كن شاكرا ، لأنني لست موجودًا للإشارة إلى الاستثناءات والتحذيرات التي لا حصر لها لكل منها. ماتيو فريدريك ، معماري .